الزيارات:
لا يعرف ابن الحرام الا ابن حرام مثله

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم 0 التعليقات

رجل أعرابي أنجب ابناء ثلاثة، سمي الاول عبد الله، و الولد الثاني سماه عبد الله، أما الولد الثالث فسماه عبد الله، العجيب أن الرجل ابو العبادلة حينما حضرته المنية -الموت- نظر الي أبنائه الثلاثة و قال: عبد الله يرث، عبد الله لا يرث، عبد الله يرث و خرجت روحه، و كل عبد الله فيهم ينوء بنفسه عن من لا يرث.
قالوا ماذا نصنع؟
قاموا بدفن ابوهم ثم قرروا أن يذهبوا الي قاضي القضاة في المدينة، تركوا شمال الحجاز و توجهوا الي المدينة.
في الطريق وجدوا اعرابيا ظل بعيره - هرب و ضاع منه - فقال لهم الأعرابي: هل رأيتم بعيرا لي قد شرد؟.
قالوا: لا و الله، فتركهم، فنادوا عليه.
قال له الأول: هل بعيرك أعور؟
قال: نعم.
قال الثاني: هل بعيرك أبتر - ذيله مقطوع -
قال: بلي.
قال الثالث: هل بعيرك أزور - ماءل علي جنب-
فرح الأعرابي و قال: نعم.
قالوا: و الله ما رأينا بعيرك.
قال لهم: لا بد أن اخذكم الي القاضي.
قالوا : نحن اصلا ذاهبون الي القاضي، تفضل معنا.
دخلوا علي القاضي، عرض الاعرابي القضية علي القاضي.
قال القاضي: كيف عرفتم أن أنه اعور؟
قال الأول: ايها القاضي رأيته ياكل من جانب من العشب و يترك الجانب الاخر، يأكل من جهة العين المبصرة اما العين التي هي عوراء فلا يأكل من جهتها.
قال القاضي: و كيف عرفتم انه أبتر؟
قال الثاني: لو كان له ذيل كان بعره يتناثر علي الرمال لكن بعره رايته أكواما أكواما فعلمت أنه مقطوع الذيل فقلت أنه أبتر.
قال القاضي: ولما قلتم أنه أزور؟
قال الثالث: بسيطة جدا وجدت عمق أخفافه في الناحية اليسري أشد عمقا من الناحية اليمني فعلمت انه مائل علي جنبه.
قال القاضي للاعرابي: يا رجل ليسوا بأصحاب بعيرك.
ثم قال لهم القاضي: ما قضيتكم أنتم؟
قال احدهم: قضيتنا قضية  أبونا سماني عبد الله، و أخي هذا عبد الله, أما اخي الثالث فعبد الله. و عند موته قال: عبد الله يرث، عبد الله لا يرث، عبد الله يرث.
استغرب القاضي! لأول مرة تأتيه قضية عجيبة بهذا الشكل، فقال لهم: أنتم ضيوفي الليلة تصلون الصبح ان شاء الله، ثم تأتون الي دار القضاء ثم سنحل هذه المشكلة ان شاء الله.
دخلوا الغرفة و لأن ذكاءهم يقفز منهم، قال أحدهم: انتبهوا ان عينا تتجسس علينا.
ثم قدم الخادم باللحم و الخبز بعشاء الضيوف مد الولد الأول يده ثم قال: انتظروا لا تأكلوا هذه لحم كلب.
ثم نضر الثاني الي أرغفة الخبز ثم قال: و التي خبزت هذا الخبز امراة حامل في الشهر التاسع.
ثم قال الثالث: و القاضي الذي سيقضي بيننا هذا ليس ابن حلال.
في الصباح صلوا صلاة الصبح ثم دخلوا علي القاضي، والعين التي كانت تتجسس نقلت له ما دار بينهم.
قال القاضي: ما الذي جعلكم تقولون انه لحم كلب؟
قال الأول: أيها القاضي، ان اللحم الذي نأكله يبدأ بالعظم، ثم اللحم، فالشحم فلما رأيته يبدأ بالعظم ثم الشحم فاللحم علمت أنه لحم كلب.
فنادي القاضي الطباخ: ماذا صنعت؟
قال: قلت لي بعد المغرب ان عندنا ضيوف من البادية، و القطيع قد تأخر فما رأيت غير كلب الغنم فذبحته.
قال القاضي للثاني: و انت ما أدراك أن المرأة التي خبزت الأرغفة في الشهر التاسع؟
قال: وجدت الأرغفة منتفخة و ملتصقة من ناحية، و المرأة في التاسع تكون بطنها أمامها فلا تستطيع أن تميل يدها في الفرن لتدير الرغيف حتي يستوي من جميع الجهات.
سئل القاضي من خبزت الخبز؟
قالوا: أم فلان، و هي حامل في الشهر التاسع.
قال القاضي: و من أعلمكم و العياذ بالله انني لست ابن حلال؟
قال الثالث: ايها القاضي ان ضيوفا عند قاض مسلم يتحاكمون و يتقاضون اليه في قضية يرسل عينا تتجسس عليهم لا يكون هذا ابن حلال ابدا.
دخل القاضي علي أمه فأقرها فأقرت.
خرج القاضي ليصدر الحكم، قال: من قال ان اللحم لحم كلب.
قال عبد الله: انا.
قال القاضي: انت عبد الله ترث.
ثم قال: من قال ان أرغفة الخبز خبزتها امـرأة في الشهر التاسع؟
قال عبد الله: انا.
قال القاضي : انت عبد الله ترث.
ثم قال القاضي: و من قال انني ابن حرام.
قال: عبد الله: انا.
قال القاضي: انت عبد الله لا ترث.
قال: لماذا؟
قال القاضي: لأنه لا يعرف ابن الحرام الا ابن حرام مثله.
ذهب الاثنان ليسألوا امهم، يا أمنا: من عبد الله هذا؟
قالت كان أبوكم في طريقه الي المسجد فوجده مرمي بجانبه فاخده و تبناه.

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

google+

linkedin

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق